رغم أن الله لم يميزها بالعقل إلا أنها تعيش في نظام حياتي دقيق .. و فق قوانين يطلق عليها الكثير" قانون الغاب " بل جعل منها الآخرين رمزا للظلم و الإجحاف و سلب الحقوق دون أن ينظروا في حكمة الله و خلقه كيف تعيش هذه المخلوقات مع بعضها البعض تحت نظام يوفر للجميع حقوقه .. و لا يعني أن يكون الغزال وجبة لمجموعة من الفهود أن هناك إجحاف و سلب و إنتهاك في هذا القانون بل هي حكمة الله سبحانه و تعالى حتى يكون هناك توازن بيئي و إلا لضاقت الأرض بنا و بهم ..
و لعلني أستشهد على عدالة هذا القانون بقصة لأحد العلماء عند مشاهدته مجموعة من الغربان تحوم في السماء بشكل على غير عاده و ما هي إلا لحظات حتى حطت على الأرض لتقف في مجموعة ويصطف أمامها ثلاثة من أفرادها .. فتأخذ المجموعة بالنعيق و الزعيق في وجه الثلاثة لتقوم المجموعة بعدها بنقر عيون و رؤوس الثلاثة الواقفين و يرحلوا بعد أن كان الموت مصير الثلاثة المنشقين .. في صورة تعكس أن هناك محاكمة بحقهم فسبحان الخالق .. الذي علم هذه الحيوانات كيف تسير وفق قوانين بدون عقول ..
و لكن ما يحزننا أن من ميزه الله بعقل عن سائر مخلوقاته و هو الأولى بالبعد عن الظلم و الإجحاف نجده للظلم اقرب و للإستبداد و الإضطهاد بحق غيره ممارس .. و يرمي بتلك التهم على قانون الغاب .. في صورة يحاول فيها أن يعكس عدالته و نزاهته و تشويه لواقع آخر ..
و الظلم البشري ليس محصورا على مستويات معينه أو صور محدده .. بل تجده رغم إختلاف الطبقات الحياتية بصور مختلفة و لكن يبقى القاسم المشترك و هو الظلم بينها .. ورغم أن الله سبحانه و تعالى نهانا عن الظلم بإختلاف الأديان السماويه إلا أن هذا الإنسان لايزال مكابرا مجحفا في حق غيره .. دونما إكتراث ..
صور كثيره للظلم البشري إن نحن أردنا تسليط الضوء للحديث عنها و لكن ما أود التطرق إليه .. هو ظلم الإنسان لنفسه ..
من الصعوبة تصديق تلك الحقيقة و لكن هي الواقع .. أعتبرها لبنة الظلم الأولى في قاموسي الفكري .. فظلم الإنسان لنفسه ليس مقتصر الضرر على صاحبه بل على آخرين يأتوا تباعا ..
و يتجسد ذلك الظلم في إنكار الإنسان لحقائق في داخله يعلم تماما أنها الصواب .. و لكن لحاجات في نفسه أو تحت وطأة ضغوط خارجية يتخلى عن نزاهته و أمانته لإجل إرضاء تلك الدوافع .. و ليس عند هذا الحد فقط بل كل من يمتون له بصله يسلمون بتلك الحقائق الزائفة ليجد المظلوم نفسه داخل دائرة لا نهاية لها من الظلم و الظالمين قد أحاطت به إلا من جهة واحدة فقط التي بينه و بيني الله .. مصداقا لقوله سبحانه و تعالى في الحديث القدسي (( و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو بعد حين )) ..
نصل إلى نتيجة أن قانون الغاب الذي يتهكم به الظالمون لهو أكثر نزاهة و عدلا من واقعهم الذي يعيشون فيه .. و أن سبيل المظلومين لإسترداد حقوقهم هو الدعاء لله سبحانه و تعالى ..
من مواضيعه في المنتدى
0 قانون الغاب
0 من مذكرات غربتي .. (( عندما تبكي الأقلام ))
0 نبي نعتصم هنيا
0 الأخفش الأوسط ..
0 ضمير يباع بأكثر من مائة و خمسين الف ريال
0 ابو فروة
0 الجراد
0 بلا ذنب ..
0 تحية خاصة و دعوة صادقة
0 رسالة إلى جميع الأعضاء